قصة و عبرة

موقع أيام نيوز

جحا يطعم ملابسه
في يوم من الأيام كان جحا يجلس في منزله ،فطرق على الباب أحد الأثرياء ، ففتح جحا و إستقبل الرجل الثري و أحسن إستقباله فقال الرجل الثري : أنت مدعو غدا الى وليمة في قصري
و إبتسم جحا بفرحة ، قائلا للثري : على الرحب و السعة 
و في اليوم التالي ، توجه جحا الى قصر الثري بملابسه المتواضعة البسيطة ،

و إستوقفه الخادم و منعه من الدخول ، قائلا : الى أين أيها الرجل ؟
فقال له جحا : لقد دعاني سيدك الى هذه الوليمة 
فنظر اليه الخادم بشىئ من الإستهزاء ، و قال : أنت مدعو لهذه الوليمة ! انتظر هنا حتى اخبر سيدي و دخل الخادم القصر ، و اقترب من سيده و قال له :

 


سيدي ، هناك رجل يدعا جحا ، رث الثياب ، يزعم أنك دعوته إلى هذه الوليمة  فنظر الثري من بعيد على جحا الواقف بملابسه البسيطة ، و قال للخادم 
لم أدعُ أحدا بشاكلة هذا الشخص الرث هيا اطردوه فورا. !
و أسرع الخادم يزج جحا و يقول له ، أن سيدى أخبرني أنه لم يدع أحدا رث الثياب بشاكلتك . كتم جحا غيظه ،
و عاد الى منزله و انتقى أفخم الثياب ، و أرتدي عمامة جديدة فوق رأسه 
ثم توجه جحا مرة أخرى ،
فقابله الخادم بحفاوة و بترحاب بالغ ، و قال له : " أهلا وسهلا بك يا سيدي "
و ما أن رآه الثري ، حتى توجه إليه و استقبله أحسن إستقبال
قائلا له : " إنه لشرف عظيم أن تحضر هذه الوليمة المتواضعة "
ثم قاده الى الوليمة و أجلسه على رأس المائدة ، فقال جحا في قرارة نفسه، عجبا لبني البشر ، يغيرون سلوكهم في لحظات !
جلس جحا على المائدة ، و بدأ يملا  الملعقة و يسكبها على ملابسه الثمينة 
و عمامته الجديدة ، وسط دهشة الحاضرين
فقال الرجل الثري لجحا باندهاش : 
" ماذا تفعل يا رجل، أجننت ! "
فرد عليه جحا بشكل من العقل و المنطق و السخرية :
" إننى أطعم ملابسي الثمينة ، فهي الضيف الحقيقي لهذه الوليمة ، لا انا  ! "

تم نسخ الرابط