أخذ هاتف زوجته المشابِهَ لهاتفه بدون قصد، فلما فتح الهاتف رأى رسائلَ عديدة تنتظر في (الواتس)
وبسرعة أعاد الهاتف إلى مكانه دون أن تشعر زوجته، وفي اليوم التالي اتصل به أحد الأصدقاء ليخبره بضرورة العودة إلى مكان عمله، حيث لا داعي لأن يتأخر وإلا استبدلته الشركة بعامل غيره.
وفي اليوم الثالث قام بالاتصال بصديقه بعد صلاة العشاء، وكان الزوج جالسًا مع امرأته، فأخبره صديقه بالأمر كما اتفقا.
فقد أوهم الزوج زوجته بأنه يستعد للرحيل لأمر طارئ حتى لا يُرفد من الشركة، فصافحته زوجته مصافحة شديدة وتظاهرت بالبكاء من فراقه.
قام الزوج بأخذ حقيبته وأخذ سيارته على أنه سيسافر.
وفي مساء ذلك اليوم استأجر الرجل حجرة في الفندق الذي يجاور بيته، كانت تلك الحجرة التي استأجرها لها إحدى النوافذ التي تقابل بيته، ظل هناك شهرًا تامًّا يرصد ويراقب حركات زوجته، حيث كان يقوم بملاحقتها ليلًا ونهارًا، فقد رآها وهي تذهب مع ذلك الصديق حيث الساحل، ويحضر لها هذا العشيق ليأخذها إلى المراقص.
أدرك الرجل من وقتها لماذا طلبت منه زوجته أن تستقل بعيدًا عن أمه، هكذا ليخلو لها الجو مع عشيقها.
وبعد شهر رجع إلى بيته وطلب من زوجته أن يذهب إلى بيت والدها فقد اشتاق إلى رؤية عمه.
وفي المساء قال لها: هل تزورين والدك؟ فالتفتت المرأة إليه: قائلة: لا، هي فرصة يا عزيزي.
فقال لها الزوج: إذا ابقي هنا حتى آتي إليكِ بعد سبعة أيام، وافقت زوجته مرغمة، وهناك حيث بيت والدها قام بإرسال ورقة طلاقها لها.
فغضب والدها غضبًا شديدًا مما فعله زوجها، وأخذ يسأل ابنته عن السبب فقالت: لا أدري.
ثم ذهب والدها إلى طليق ابنته ليعرف لماذا طلقها، فلم يُحسن أن يرد عليه خوفًا على مشاعره، ولكنه ألح عليه في أن يذكر له السبب، فذكر له سبب هذا الأمر، فما كان من الوالد إلا أن تحسر بشدة على ما حصل من ابنته وندم على سوء تربيتها ندمًا شديدًا.
هكذا كانت عاقبة الخي،ـانة، خسرت المرأة زوجها وخسرت والدها الذي ندم على ولادتها وخسرت أمها التي نبذتها، وخسرت إخوتها، خسرت الجميع لأنها جرت وراء ملذاتها وشهواتها ولم تمسك نفسها عن الحرام، وهذه هي عاقبة الحرام، فالحرام دائمًا يأتي بالسوء، فالخي،ـانة من أسوأ ما يمكن أن يتصف به إنسان على ظهر الأرض.