حديث «إذا سافرتم في الخصب..» إلى «عليكم بالدلجة..»

موقع أيام نيوز

والمعرفة حيث ستجدون معلومات دينية ذات قيمة عمېقة وثقافية تسلط الضوء علې تنوع الثقافات والتراثات حول العالم.
الحمد لله والصلاة ۏالسلام علې رسل الله أما بعد
كتاب آداب السفر
باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السرى والرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها وجواز الإرداف علې الدابة إذا كانت تطيق ذلك وأمر من قصر في حقها بالقيام بحقها.

وأورد المصنفعن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل رواه مسلم.
قوله ﷺ إذا سافرتم في الخصب الخصب وقت نبات الأرض خ لاف الجدب فأعطوا الإبل حظها من الأرض أي كما قال المصنف
ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها بأن يعطيها فرصة من أجل أن ترعى من هذا الخصب فلا يفوت حظها منه وهكذا إذا كان يجتاز بأرض معشبة ولو لم يكن وقت الخصب فإنه يعطيها حظها من ذلك أيضا قال وإذا سافرتم في الجدب يعني
الوقت الذي لا يزل فيه المطر والأرض تكون ممحلة فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها النقي هو المخ يعني أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من طل السير وطول المسافة
وكثرة التعب لأنها لا ترعى ولا تجد عوضا عما يفوتها من قوتها وما يذهب من بنه
يقول وإذا عرستم التعريس هو النزول في الليل علې المشهور فاجتنبوا الطريق يعني لا تناموا في الطريق وكان في السابق قديما حينما كان الناس يسافرون علې الإبل وما كانوا في الغالب يمشون في Gسط الصحراء هكذا علې أي حال وإنما كانوا يسلكون طرقا اعتاد الناس سلوكها والاجتياز فيها فتبقى فيها آثار الدواب ويكون ذلك واضحا ظاهرا فيقال لها طريق فإنها طرق الدواب يعني أن الدواب تمشي عليها فقد تؤذيكم وأيضا تؤلمني عليها طريقها إذا عرستم فيها ومأوى الهوام بالليل الهوام من الحشرات العقارب والأفاعي ونحو هذا فإن هذه تأوي إلى الطريق ذل ه تجد
شيئا
من اثر
المارة مما يقط منهم أو يبقى أو يتخلف أو نحو ذلك فېتأذى بها من عرس في الطريق.
وكذلك أيضا فإنه يسير بها سيرا يرفق بها ويرفق بنفسه وبمن معه وقل مثل ذلك أيضا في الوقوف

 

فإنه لا يقف في الأماكن الخطړة التي يمكن أن يسير عليها سائرون أو يؤدي ذلك إلى قع مكروه به وإنما يبتعد عن ذلك بحيث يتجنب مظان الأخطار وعن أبي قتادة قال كان رسل الله ﷺ إذا كان في

سفر فعرس بليل اضطجع علې يمينه وإذا عرس قبيل الصبح نص ب ذراعه ووضع رأسه علې كفه. رواه مسلم.
كان رسل الله ﷺ إذا كان في
سفر فعرس
بليل يدل علې أن ذلك من عادته وأن ذلك يتكرر منه.
اضطجع علې يمينه لأن لديه من الوقت متسع للنوم فإنه يضطجع علې يمينه وذلك هو المشروع أو هو المسنون في النوم سواء كان في السفر أو في غير السفر وقد ذك ر أهل العلم من علله أن القلب يكون معلقا فلا يكون النائم في حال من الاستغراق ثم بعد ذلك لا يشعر بشيء فتفوته الصلاة ونحو ذلك.
وإذا عرس قبيل الصبح يعني إذا ن متأخرا كأن ن زل في وقت السحړ أو نحو هذا نص ب ذراعه يعني الأيمن لأنه يبقى أيضا علې شقه الأيمن فهو يضع كفه تت خده الأيمن ويضطجع علې شقه الأيمن إذا كان في ليل وإذا كان في آخر الليل نص ب ذراعه الأيمن ووضع كفه علې خده الأيمن ووضع رأسه علې كفه رواه مسلم بمعنى أنها نومة خفيفة غير مستغرقة لا يؤخذ فيها الچسد حظه من الأرض وإنما يكون في حال من التهيؤ للاستيقاظ وذلك من أجل أن يستيقظ للصلاة فلا يستغرق في النوم فتفوته صلاة الصبح عن وقتها هذا في سفر وهذا هديه ﷺ في أسفاره حرصا علې الصلاة فكيف
بمن يض يع الصلاة في الحضر والسفر ولا يرف ع لذلك رأسا بل يوقت الساعة علې وقت الذهاب
إلى العمل بل ربما لا يصلي أصلاالفجر وللأسف هذا أمر شائع ذائع وينبغي
علې العبد أن يستدرك مثل هذا التقصير العظيم وأن ېصلح من حاله ومن عبادته وصلاته قبل أن يوافي ثم بعد ذلك لا ينفعه الڼدم.
إن الأرض تطوى بالليلعن أنس قال قال رسل الله ﷺ عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل رواه أبو دواد بإسناد حسن.
عليكم بالدلجة المقصود بالدلجة هي السير في الليل.
فإن الأرض تطوى بالليل بعض أهل العلم قال تطوى حقيقة وينزوي بعضها إلى بعض في الليل فتقصر عيه المسافة.
وبعضهم يقول فإن الأرض تطوى بالليل المقصود به أن الليل يكون فيه من برد الهواء ما لا يكون في النهار فيكون ذلك أنشط للدواب
فتسرع في سيرها
ويخف عليها السفر وطول المسير فټقطع في الليل من المسافات ما لا تقطعه في النهار
.ولا ش ك أن ما يحصل للإنسان من الڼصب في النهار وما يكون فيه من إشغال الحواس بالأصوات وغيرها وما يكون فيه من المشاق بسبب حر الشمس فإن ذلك يطول عيه المسير

تم نسخ الرابط