خرج الحجاج بن يوسف مرة للصيد
لا بارك الله فيه.
فقال الغلام لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي أنا أريد خلاصك من المۏت فتخاطبني بهذا الكلام ثم الټفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام من أي بلد أنت
فقال للغلام من مصر.
فقال له الحجاج من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين
فقال الغلام لست منهم.
فقال الحجاج من أي بلد إذن
قال الغلام أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج من شړ مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام ولم ذلك يا حجاج
فقال لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام لست منهم.
فقال الحجاج من أين أنت
قال الحجاج أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام لست منهم.
قال الحجاج فمن أين إذن
قال الغلام من اليمن.
فقال الحجاج أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام ولم ذلك
قال الحجاج لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام أنا لست منهم.
قال الحجاج فمن أين إذن
فقال الحجاج أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام ولم ذلك
قال لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام أنا لست منهم.
فقال الحجاج لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقټلك.
فقال الغلام لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الغلام من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة فاغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقټله.
فقال له كل من حضر من الوزراء ولكنه لا يستحق القټل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الغلام ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج ومن يحول بيني وبين قټلك.
فقال الغلام يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج وهو الذي يعينني على قټلك.
فقال الغلام كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه
فقال الحجاج أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليهالة
وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج أتقول أنك من
أولاد الرسول وتكره المۏت
قال الغلام قال الله تعالى ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة
قال الحجاج ابن من أنت
قال الغلام أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج من أين جئت
قال الغلام على رحب الأرض.
فقال الحجاج أخبرني من أكرم العرب
فأجاب الغلام بنو طي .
فسأله الحجاج ولم ذلك
فقال الغلام لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج فمن أشرف العرب
قال الغلام بنو مضر.
فقال الحجاج ولم ذلك
فقال الغلام لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج فمن أشجع العرب
فقال الغلام بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم .
فقال الحجاج فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيرا
فقال الغلام بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقټله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلا
وقال الحجاج أين تركت الإبل ذات القرون
فقال الغلام تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح الحجاج به قائلا يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق
فقال الغلام وهل للإبل قرون
فقال الحجاج هل حفظت القرآن
فقال الغلام هل القرآن هارب منى حتى أحفظه.
فسأله الحجاج هل جمعت القرآن
فقال الغلام وهل هو متفرق حتى أجمعه
فقال له الحجاج أما فهمت سؤالي .
فأجابه الغلام ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.