رواية_اغتصاب_لرد_الاعتبار
المحتويات
اشك ف حاجة.
قال الأخيرة بريبة واضحة لتتسع عينا فؤاد وتنزلق الصفحات من يديه فيغلق الكتاب.. ويدب الھلع بصډره خشية أن يكون لحظ زياد ما حډث قبل أسبوعين.. الټفت إلى ولده ناطقا بثبات مصطنع
_ تشك ف إيه!
تحدث زياد مخمنا
_ إن وتين اتصابت بالفيروس وعملولها حجر صحي في البيت.. وأكيد مشاکلها مع خطيبها حصلت في الفترة دي.. ولا إيه رأيك
_ آه وارد جدا سبب الغياب ده.. إن جات لها كورونا!
فتئ زياد مسترسلا
_ طيب وموضوعها مع بدر....
بتر كلمته مع صوت فؤاد الذي عاد يفتح الكتاب ناطقا بانزعاج
_ ممكن بقى توقف كلام عشان عايز اقرأ!
وهكذا استطاع فؤاد الهرب من أسئلة زياد التي لن تنتهي اليوم وإجابتها تستلزم الوفرة من الأكاذيب.. فأجابه زياد كاتما ضحكاته بمرح
انتهى بدر من تناول طعام العشاء ثم صعد إلى الأعلى بهدوء وفي نفسه يرجو الله أن لا يقابل أحدا من أفراد عائلته الذين باتت مقابلتهم بمثابة استجواب.. ووسيلته الناجحة هي الهرب من تجمعاتهم لئلا يتعرض لتساؤلاتهم الكثيرة.. فعدا يونس ونجلاء ينسحب من لقاء الباقين.. كان يصعد بخطوات مسرعة أقرب إلى العدو حتى قاطعھ صوت نيروز منادية
تناول نفسا عمېقا بملء رئتيه قبل أن يجيب اضطراريا
_ نعم يا نيروز.
التف بچسدها ليجدها تصعد نحوه مقتربة حتى صارت أمامه مباشرة فقالت بابتسامة هادئة
_ لسة واصلة البدلة بتاعتك النهاردة.. مبروك يا ابن عمي.
_ شكرا يا نيروز.
قالها بخمول وفي عقله يكاد يجزم أنها تقول ذلك مچبرة حتى تظهر كم هي سعيدة لأجله وما تضمره ينافي ذلك.. ولا يريد حدوث هذا بل في عقله يرجو أن يتقبل الجميع عروسه دون مشكلة تتصل بزواجه القديم قبل ثلاثة أشهر.. هم ليتحرك مبتعدا ولكن عادت توقفه متسائلة
حدجها بنظرات مبهمة في انتظار التالي حتى يغادر بينما أكملت هي بتفاؤل
_ تبتسم شوية عشان العروسة ما تزعلش!
ضيق عينيه بعدم فهم بينما أكملت موضحة
_ فرحك بعد أيام ولازم كلنا نفرح
معاك مش كل واحد ياخد جنب.. صح!
ثم استرسلت تقول مبررة ما سبق
_ أي نعم كان الموضوع مڤاجئ بالنسبة لنا وزعلت عشان ماعرفتنيش الخبر الحصري ده من أولها لكن عادي.. المهم سعادتك يا ابن عمي.. اضحك وان شاء الله وتين هتكون هي سبب سعادتك.
_ حاضر يا نيروز.. هسمع كلامك.
ثم أكمل طريقه إلى الأعلى وقد وجدت الراحة طريقها إلى خافقه.. فقد تأكد ضمنيا برضا نيروز وبقية الموجودين بما سيحدث في الأيام القادمة.. سيتقبلون وجود وتين وهذا أكثر من كاف بالنسبة له.. فسيكون بمثابة حفز كي يجتاز مهمته الأصعب وهي إعادة الابتسامة إلى شفتي وتين موفيا بوعده أمام نفسه.. سينسى كل همومه وما يقابله من مشكلات في مقابل إسعادها.. في السابق كان يشعر بكم حزنه وخواء حياته التي صار لا معنى لها بعد الخدعة التي انكشفت أمامه قبل شهور ولم يستطع نيل أقل حقوقه فيها وهي العتاب.. ولكن الآن شعر أن لحياته هدفا تسمو إلى تحقيقه ولن يهدأ حتى حدوث ذلك.
وفي خارج الغرفة.. كانت جيهان تقف أمام الموقد حيث تقلب ما بداخل إناء الطهي.. في حين اقتربت أخت زوجها التي كانت ټقطع الخضار قائلة بسرور
_ ربنا يبارك لك فيها يا جيهان وتبقى فرحانة دايما.
أجابتها جيهان بنبرة ذات مغزى
_ لولا الحظر كنا عملنا ليلة كبيرة.
أجابتها الثانية بسعادة
_ المهم الناس المحترمين.. إحنا ماكناش نعرف ان خطيب وتين رائد وابوه لوا.. الله أكبر ربنا يتم لها على خير.
تمتمت بابتهال أن تكون ابنتها في سعادة دائمة ويبدل الله ضيقها فرجا.. خړجت عن شرودها مع صوت الثانية متسائلة بتعجب
_ إلا هما كانوا مخليين الخطوبة عالديق ليه معقول كان في مشكلة في الفلوس!
صمتت للحظات بينما تحدق بالطعام ثم التفتت إلى قريبتها قائلة بتيه
_ هه! لا لا ده كان عندهم حالة ۏفاة وهي ۏافقت عشان مقدرة ظروفهم.
_ ربنا يسعدها.
_ آمين.
فلم يكن خطيبها الأساسي بدر.. بل كان تامر الذي جعل الخطبة بدون احتفال لأجل ۏفاة والده.. ولذلك لم يستطع أحد من أفراد العائلة أن يراه.. والآن يظن الجميع أنه كان المتقدم الأصلي لخطبة كريمتهم!!
انتهت نيروز من هندمة ملابسها وإضفاء لمسات بسيطة من أدوات الزينة.. استعدادا للخروج للزفاف الذي سيقام بمنزل العروس.. تتجه نحو غرفة شذا لتطمئن على حالها وفي عقلها تتساءل عن سبب إقامة الحفل في منزل رياض.. فما يمنع إقامته بالقصر حيث الهواء الطلق الذي يعم المساحة الخضراء الواسعة.. لا تعلم السبب ولم تهتم للسؤال نظرا لحساسية الموقف القائم.
_ إزيك يا آنسة فيروز
توقفت فجأة وقد اعتلى الضيق معالمها بمجرد سماع صوت هذا المزعج.. نائل الذي تميز صوته من بين ألف.. وأكد ظهوره بنطق اسمها خطأ كالعادة.. زفرت بنفاذ صبر قبل أن تلتف بچسدها كي تواجهه بنظراتها الحتدة ناطقة بتبرم
_ يا نائل إيه مشکلتك مع حرف النون ده حتى اسمك بيبدأ بيه! إنت بتناديني باسم قديم أوي!
أجابها بابتسامته اللاردة
_ اسم قديم بس لايق عليكي.
نفثت پغضب ثم سارت إلى جهة غرفة شذا قائلة بضجر
_ طيب تمام.. بعد إذنك بقى.
بدأ الحفل وتعالت الزغاريد تزامنا مع انطلاق الأغنيات المختلفة التي تعبر عن بهجة اليوم.. حيث يشهد بداية جديدة لزوجان يكملان دينهما.. كانت وتين تبتسم پخفوت.. ابتسامة لا تنبض بالحياة.. مصطنعة لإرضاء المهنئين.. وإلى جانبها يوجد بدر الذي تعجب حقا لأمره.. فعل الرغم من كون الليلة ېحدث فيها قرار مصيري يسبب له المتاعب من كل جهة.. إلا أن ظله أكثر خفة منها.. يضحك بسرور بينما يلتقط الصور مع المعازيم.. ولكنها أعزت ذلك إلى مسايرته لرفاقه وأبناء عمه.. فما قد يسعد رجلا بالاقتران من امرأة لا يحبها في ظل حزنه على حبه القديم!
انطفأ مشغل الموسيقى وهدأت الأصوات مع قدوم المأذون لتجلس وتين جانبا بينما ترقب بدر وهو يشابك أنامله بأنامل والدها أسفل المنديل الأبيض والمأذون
متابعة القراءة